خامسا ً ـ مهارات تقنية في التعليم والتدريب / ـ
1 ـ تصميم التعليم ومساهمته في التعليم الصفي : ـ
يقصد بتصميم التعليم قيام المعلم بتصميم انظمة تتيح للتلميذ الوصول الى تحقيق اهدافه عن طريق توفير انواع متعددة من الخبرات التعليمية ، منها ما يتم عن طريق الممارسة والعمل او الوسائل التعليمية المختلفة ، ومنها ما يتم عن طريق الآلات التعليمية كالكمبيوتر ومختبر اللغات ، التي تقدم المادة العلمية ، وتعمل على ضبط العملية التعليمية ، وتجدر الإشارة الى ان هذه الأساليب قد أدت الى اعفاء المعلم في بعض الحالات من مسؤولياته التقليدية وقيامه بوظائف جديدة كتخطيط واعداد البرامج اللازمة لهذه الأساليب او مراقبة نشاط التلميذ وتوجيه التعليم في الاتجاه الذي يؤدي الى زيادة الإستفادة من الوقت لكل من المعلم والتلميذ ، ونظراً لتعدد اشكال ونماذج تلك التصميمات والأنظمة فقد ارتؤي الإقتصار هنا على نموذج واحد وهو تصميم التعليم القائم على توفير انواع متعددة من الخبرات التعليمية عن طريق استخدام الوسائل التعليمية ، ويبدأ الإعداد للدرس والتخطيط له بتحليل العمليات المطلوب انجازها ، وفيما يأتي شرح موجز لمراحل اعداد الدرس وفق هذا التصميم : ـ
1 ـ تحديد الأهداف السلوكية للدرس / لكي يتم اختيار وسيلة او مجموعة وسائل تساعد على تحقيق اهداف الدرس الواحد الذي يستغرق ساعة واحدة مثلاً قد يحتوي على هدف واحد او اكثر ، ولكل هدف منها خصائص تميزه عن غيره ، وقد يستدعي تحقيق الأهداف المختلفة طرقاً مختلفة للتدريس تحدد بدورها خواصاً مختلفة للوسيلة المختارة ، وهذه الطريقة تختلف عن الطرق التقليدية التي تركز على اختيار الوسيلة اللازمة لكل درس .
2 ـ تحديد العمليات التعليمية اللازمة لكل هدف / يستحسن تبين هذه العمليات التي ينبغي اتمامها في شكل ترابطي بين المثير والإستجابة ، وهنا يمكن تطبيق نموذج ( جلبرت ) ، كما يمكن الإستعانة بانواع التعليم وفق نظرية ( جانيه ) ، اما توصيف وتحديد العمليات التعليمية ذاتها فإن خير مايصلح لها هو تصنيفات ( بلوم ) .
3 ـ تحديد الخواص الأساسية للوسائل / فيتم وفقاً للإعتبارات الآتية : ـ
ــ نوع الإستجابة المتوقعة من الدرس كالقدرة على التمييز او التنظيم او الاستنتاج او التحديد ، ان ذلك يساعد على تحديد الانشطة المطلوب
أداؤها وهذه الأنشطة تحدد بدورها خصائص الوسيلة .
ــ نوع المثيرات المطلوبة لتوصيل الرسالة بوضوح وبالقنوات الحسية المختلفة التي تستخدم في عرض المثيرات .
ــ حجم الحجرة الدراسية والتوزيع الجغرافي للدراسة فيها ، فقد تتطلب بعض العمليات التعليمية مجموعة صغيرة اوكبيرة من الدارسين لكي
تحقق اعلى كفاية مرجوة، فبمجرد تحديد المجموعة وموقعها الجغرافي من لدن مخطط البرنامج تتحدد طبقاً لذلك الخواص الأساسية للوسائل.
4 ـ تحضير قائمة محددة ببعض الوسائل المناسبة / ان مخطط البرنامج يمارس هنا حرية اختيارواسعة، وفيما يأتي توضيح لخطوات هذه القائمة:ـ
أ ـ تعد القائمة الأولى من الوسائل التي تتفق في الخواص الأساسية .
ب ـ تستبعد من القائمة الوسائل التي لايمكن الحصول عليها او تلك التي لاتحقق فائدة عملية او لا تتفق مع الإمكانات المتاحة .
ج ـ تستبعد من القائمة الوسائل التي لاتتفق مع رغبات المتعلمين وعاداتهم وخبراتهم السابقة وسماتهم النفسية .
د ـ نظراً لصعوبة توفير قائمة من الوسائل او المواد التعليمية تفي تماماً بكافة احتياجات كل فرد من الدارسين فأنه يكفي اعداد مجموعة من تلك
الوسائل والمواد تناسب غالبيتهم ذلك تمشياً مع ما يفرضه الواقع العملي .
5 ـ اعداد مجموعة الوسائل اللازمة / وتجدر الاشارة هنا الى انه ليس هناك مجال واسع في هذه المرحلة لإختيار الوسيلة التي تناسب اهداف كل
درس وعليه فأن الإختيار النهائي يعتمد على مراعاة مايأتي : ـ
أ ـ اختيار مجموعة من الوسائل التي تحقق عدة اهداف متشابهة ومترابطة في نفس الوقت .
ب ـ مراعاة الرغبات الخاصة بالمعلمين الذين يقومون بالتدريب مما يعني ضرورة اختيار الوسائل في ضوء معرفة نوعية الوسائل التي يفضلها
هؤلاء المعلمون وطريقة التدريس التي يتبعونها ومدى مهاراتهم في استخدام الوسائل المختارة لهم .
6 ـ شراء او صنع الوسيلة اللازمة / يراعى في ذلك تحديد اهداف البرنامج والشرح التفصيلي لكل خطوة في العمل المطلوب اداءه ووصف
الخواص الأساسية للوسائل ، من الواضح ان هذه الخطوات تمثل الظوابط التي تحدد ملائمة الوسائل للبرنامج الذي يجري تخطيطه .
7 ـ تحديد طريقة التنفيذ والتقويم / تتضمن هذه المرحلة ما يأتي : ـ
أ ـ اعداد الاختبارات اللازمة لقياس مدى تحقيق الأهداف المعرفية النفسية الحركية .
ب ـ اعداد الطرق المناسبة التي تمكننا من تقويم الإثارة بعيدة المدى للبرنامج وبخاصة مايتعلق منها بالأهداف الانفعالية لأن هذه الأهداف يصعب
قياسها بطريقة مباشرة في الغالب والأعم .
وتجدر الإشارة هنا الى ان المعلم في حاجة من الاختيارات التي تقارن اداء الدارس بمعدل اداء محدد او محك لأن مثل هذه الإختيارات تبين
مدى نجاح الدارس في الوصول الى مستوى النجاح المطلوب تحقيقه ، وغني عن القول بأن هذا المستوى يتحدد في اطار الأهداف السلوكية
المقررة .
ومما تقدم يتبين لنا ان تصميم عملية التعليم وتنفيذها وتقويمها في ضوء اهداف سلوكية محددة يؤدي الى تعلم اعلى فاعلية واكثر كفاءة
قواعد ومعايير اختيار الوسائل التعليمية ( التقنيات التربوية ) : ـ
من الامور الضرورية التي يجب ان يعرفها المعلم هي اختيار الوسيلة التعليمية ، ويقترن اختيار الوسيلة بنوع الهدف او الأهداف المطلوب الوصول اليها ، وكذلك انواع الأنشطة التعليمية التي يمارسها المعلم لتحقيق هذه الأهداف ، كما يعتمد الاختيار على حاجات التلاميذ واسلوبهم في التعليم وعلى مدى استجابتهم لهذا النوع من الوسائل ، ويعتمد الإختيار ايضاً على الإمكانات المادية المتاحة والوقت اللازم من الوسيلة ، واختيار المعلم الوسيلة التعليمية الجيدة هو مرهون بتوافر البدائل المتاحة بما يمكنه من استثمار الوقت باحسن صورة .
ومن الشروط الواجب توافرها في الوسيلة التعليمية المختارة هو مايأتي : ـ
أ ـ ان تكون مجسدة للمنهج الدراسي وتحقق الهدف منه ، وتثير عوامل التشويق والإهتمام لدى التلاميذ ، وكذلك الرغبة في البحث والإستقصاء .
ب ـ ان تتصف بالدقة العلمية والبساطة وبصدق المعلومات التي تقدمها وتطابقها مع الواقع وابتعادها عن التعقيد الذي يشتت انتباه التلاميذ .
ج ـ ان تساعد التلاميذ على اكتشاف خبرات جديدة يربطونها بخبراتهم السابقة عن الموضوع الدراسي ومناسبة لمستوى التلاميذ العقلي .
د ـ ان يتناسب حجمها اوالمفردات المكتوبة عليها مع عدد التلاميذ في الصف الواحد، فحجم الوسيلة المستخدمة مع عدد قليل من التلاميذأكثرفائدةً
هـ ـ ان يتوفر في الوسيلة الجمال الفني والإبداعية مع متانة الصنع ومراعاة تسلسل العناصر والإنسجام بالألوان، بحيث لاتطغىعلى الهدف منها.
و ـ ان تكون رخيصة التكاليف وتوفر الوقت والجهد ، فأفضل الوسائل هي أقلها كلفة ومدة عرضها مناسبة وتتيح المناقشة بعد العرض .
ز ـ ان تتصف بالمرونة ، بحث تتيح للمعلم امكانية التعديل والإضافة والحذف حسبما يقتضيه الموقف التعليمي .
ح ـ ان تشترك اكثر من حاسة واحدة ، وتساعد التلاميذ على التعلم بإثارة تفكيرهم ، وتنمي ميولهم وقدراتهم وقابلياتهم .
ط ـ ان تواكب التطور العلمي والتقني في المجتمع ، ويفضل ان تكون موادها الأولية مما يتوافر في البيئة المحلية .
ي ـ ان يتوافر عنصر الأمان فيها بحيث لاتسبب أي ضرر للتلاميذ ، فعرض صورة لثعبان افضل من عرضه حياً امامهم .
2 ـ التعليم المصغر : ـ
هو اسلوب تقني حديث يستخدم في مجالات عديدة منها : ـ
أ ـ تدريب المعلمين والمدرسين والمدربين والفنيين قبل واثناء الخدمة . ب ـ تدريب المشرفين الإختصاصيين . ج ـ تدريب مدرسي الجامعات .
د ـ اعداد الدروس النموذجية . هـ ـ يستخدم كاسلوب من اساليب التدريس في مجال التربية العملية ( التطبيقات التدريسية ).
ويزود هذا الاسلوب المعلمين والمدرسين بالمعلومات حول ادائهم بعد الدرس مما يساعد في نموهم المهني ، وقد كان الباعث لإستخدام التعليم المصغر هو ان الطريقة التقليدية في اعداد المعلم وتدريبه لم تعد ملائمة وهي قاصرة عن اكساب المعلم المهارات المطلوبة اثناء تدريبه على التعليم في صفوف اعتيادية كاملة العدد من التلاميذ وضمن وقت الدرس الاعتيادي ومواجهة مواقف تعليمية متعددة الجوانب ، فهو مطالب بمراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ واثارة الدافعية لديهم وتوجيه المناقشة واستخدام الوسائل التعليمية وتقويم الدرس ، اضافة الى جهده في حفظ النظام داخل الصف ومواجهة المواقف الطارئة مما يؤدي الى التشتت والتصرف دون اتقان للموقف ، لذلك فالتعليم المصغر يسير بالمعلم خطوة فخطوة بعد ان يستوعب كل عنصر وكل جزء من العملية التعليمية ويصبح قادراً عليها .
وفي التعليم المصغر يحلل او يجزء الموقف التعليمي الى عناصر ابسط وتحدد المهارات اللازمة لها ومن ثم التدريب على كل منها بشكل مستقل ، ويبذل المتدرب جهوده لإتقانها واعتمادها كجزء من سلوكه خلال ممارسة التعليم في المستقبل ، وبذلك فالتعليم المصغر يعبر عن النظرة الحديثة للمعلم التي ترى انه لم يعد ناقلاً للمعرفة والمرجّع للمعلومات والمدرب على الحفظ والتلقين ، ويوضح ان التدريس يمكن تحليله الى مهارات كما يمكن تطويره الى حد كبير ، وللممارسة دور كبير في تزويد المعلم بالخبرات المتعددة المتضمنة في التدريس .
اسس التعليم المصغر : ـ
يقوم التعليم المصغر على الأسس الآتية : ـ
أ ـ الإكتفاء بالتدريس لعدد قليل من الطلبة ( 5 ــ 10 ) فقط .
ب ـ تكون مدة التعليم قصيرة لاتزيد عن ( 5 ــ 10 ) دقيقة .
ج ـ الإكتفاء بالتدريب على احدى المهارات المأخوذة من عناصر التدريب .
د ـ تسجيل الدرس على شريط تلفزيوني لكي يمكن مشاهدته مرة اخرى ومناقشة مختلف جوانبه .
هـ ـ في ضوء المناقشة او التقويم يعاد الدرس نفسه بحيث يحاول المطبق تلافي نقاط الضعف في الأداء .
و ـ تكرر العملية اكثر من مرة حتى يتحسن اسلوب المطبق في التدريس او في التدريب والى الدرجة المطلوبة .
ز ـ يقوم الاستاذ المشرف مع مجموعة الطلبة المطبقين بملاحظة المطبق اثناء قيامه بالتدريس لهذه المدة مستخدمين في ذلك استمارات خاصة
للتقويم كما يتم التقويم ذاتياً بأن يقوم المطبق باعادة الشريط ( الفيديو ) ليعرف نواحي القوة والضعف في ادائه .
خطوات التعليم المصغر : ـ
اما خطوات التعليم المصغر فهي : ـ
أ ـ تحديد المهارة المطلوب التدريب عليها ويبدأ الطالب المطبق بالتحضير لها ويخطط الدرس بعناية ( ويمكن ان يكون محتوى الدرس المصغر
مفهوماً واحداً او مهارةً تعليمية ًواحدة ً ) .
ب ـ يُدرّس المتدرب مجموعة صغيرة من التلاميذ تتكون من( 5 ــ 10) تلاميذ ويمكن ان يكونوا تلاميذ حقيقيين او مجموعة من زملاء المتدرب،
ويشاهد من لدن المشرف باستخدام نموذج خاص للتقويم ويمكن ان يسجل الدرس صوتياً او التسجيل الصوتي المرئي ، وتستغرق مدته من
( 5 ــ 10 ) دقائق .
ج ـ يتلقى المتدرب التغذية الراجعة بعد التدريب وذلك باعادة الشريط الصوتي المرئي او الصوتي ومناقشة المشرف له ، ويمكن ان يشترك
زملاء المتدرب في عملية النقد والتقويم ، وقد يتم التقويم من لدن المتدرب ايضاً باعادة الشريط وتكون هذه المدة بين ( 10 ــ 15 ) دقيقة .
د ـ اعادة التخطيط حيث يعيد المتدرب تخطيط درسه في ضوء التغذية الراجعة المستلمة خلال جلسة النقد وتستغرق المدة بين( 10 ــ 15)دقيقة .
هـ ـ اعادة التدريس من لدن المتدرب وللمحتوى نفسه الى مجموعة ثانية من التلاميذ مماثلة بالعدد والمستوى ، وفي ضوء اعادة التخطيط ،
يسجل الدرس صوتياً او صوتياً بصرياً .
و ـ اعادة التغذية الراجعة للمرة الثانية وهكذا .
مزايا التعليم المصغر : ـ
أ ـ يتيح للمتدرب ان يواجه ذاته ويتعرف على نقاط القوة والضعف في أدائه مباشرة دون وسيط .
ب ـ يجعل المتدرب في موقف اقل تعقيداً من الصف الاعتيادي كما انه لايواجه بالعملية التعليمية دفعة واحدة .
ج ـ يتيح الفرصة للتركيز على مهارة واحدة من المهارات التعليمية والتعرف على عناصرها ومن ثم على ادائها بشكل مخطط له يضمن اتقانها .
د ـ يسمح للمتدرب اعادة التدريب لمرات عديدة وتحت اشراف مباشر من الاستاذ المشرف .
هـ ـ الاستعانة بالوسائل والاجهزة تجعل من الممكن التركيز على بعض النقاط ومناقشتها بايقاف التسجيل عند تلك النقطة او غيرها كما يمكن
مشاهدة التسجيل في أي وقت وتقديم التغذية الراجعة عادة ً .
وـ يتيح فرصة تعلم العمل على مجموعات وملاحظة قيمة التغذية الراجعة والنقد من الزملاء ويصبح المتدربون اكثرواقعية في نظرتهم الىالتعليم
نواحي القصور في التعليم المصغر : ـ
أ ـ التركيز على مهارة واحدة فقط قد يؤدي بالمتدرب الى اغفال المهارات الأخرى او تأديتها ولكن ليس بنفس الفعالية المطلوبة مما يؤثر على
الموقف التعليمي .
ب ـ صعوبة الحصول على مجموعة التلاميذ ويتم التدريب عليهم واعادة التدريب .
ج ـ قد يسبب تقديم المتدرب للدرس امام زملائه حرجاً له .
د ـ مواجهة المتدرب للكاميرا تثير لديه بعض المخاوف ومن ثم الارتباك مما يؤثر على اداءه بشكل سلبي .
هـ ـ يركز المشرف على بعض المهارات او يخفي التصوير بعض المثيرات او انشطة معينة التي تؤثر على سير الدرس .
و ـ يستغرق وقتاً طويلاً لإتمام عملية التعليم .
الإعتبارات الواجب مراعاتها في التعليم المصغر : ـ
لكي يكون التعليم المصغر مجديا ً هنالك جملة اعتبارات يجب مراعاتها هي : ـ
أ ـ تحديد المهارة المراد التدريس عليها وتحليلها تحليلاً مفصلاً .
ب ـ اعداد خطة الدرس المصغر .
ج ـ التعبئة للتعليم المصغر وذلك بأن : ـ
1 ـ تُعد دائرة التعليم المصغر ويتم التأكد من صلاحيتها للعمل .
2 ـ تهيئة قاعة مناسبة للتصوير .
3 ـ تهيئة مجاميع الطلبة الذين سيتم القاء الدرس المصغر عليهم .
د ـ التقيد بالوقت المخصص لكل خطوة من خطواته .
هـ ـ ان يعي الكادر المصور طبيعة التعليم المصغر لكي يصور الموقف التعليمي بشكل ملائم .
1 ـ تصميم التعليم ومساهمته في التعليم الصفي : ـ
يقصد بتصميم التعليم قيام المعلم بتصميم انظمة تتيح للتلميذ الوصول الى تحقيق اهدافه عن طريق توفير انواع متعددة من الخبرات التعليمية ، منها ما يتم عن طريق الممارسة والعمل او الوسائل التعليمية المختلفة ، ومنها ما يتم عن طريق الآلات التعليمية كالكمبيوتر ومختبر اللغات ، التي تقدم المادة العلمية ، وتعمل على ضبط العملية التعليمية ، وتجدر الإشارة الى ان هذه الأساليب قد أدت الى اعفاء المعلم في بعض الحالات من مسؤولياته التقليدية وقيامه بوظائف جديدة كتخطيط واعداد البرامج اللازمة لهذه الأساليب او مراقبة نشاط التلميذ وتوجيه التعليم في الاتجاه الذي يؤدي الى زيادة الإستفادة من الوقت لكل من المعلم والتلميذ ، ونظراً لتعدد اشكال ونماذج تلك التصميمات والأنظمة فقد ارتؤي الإقتصار هنا على نموذج واحد وهو تصميم التعليم القائم على توفير انواع متعددة من الخبرات التعليمية عن طريق استخدام الوسائل التعليمية ، ويبدأ الإعداد للدرس والتخطيط له بتحليل العمليات المطلوب انجازها ، وفيما يأتي شرح موجز لمراحل اعداد الدرس وفق هذا التصميم : ـ
1 ـ تحديد الأهداف السلوكية للدرس / لكي يتم اختيار وسيلة او مجموعة وسائل تساعد على تحقيق اهداف الدرس الواحد الذي يستغرق ساعة واحدة مثلاً قد يحتوي على هدف واحد او اكثر ، ولكل هدف منها خصائص تميزه عن غيره ، وقد يستدعي تحقيق الأهداف المختلفة طرقاً مختلفة للتدريس تحدد بدورها خواصاً مختلفة للوسيلة المختارة ، وهذه الطريقة تختلف عن الطرق التقليدية التي تركز على اختيار الوسيلة اللازمة لكل درس .
2 ـ تحديد العمليات التعليمية اللازمة لكل هدف / يستحسن تبين هذه العمليات التي ينبغي اتمامها في شكل ترابطي بين المثير والإستجابة ، وهنا يمكن تطبيق نموذج ( جلبرت ) ، كما يمكن الإستعانة بانواع التعليم وفق نظرية ( جانيه ) ، اما توصيف وتحديد العمليات التعليمية ذاتها فإن خير مايصلح لها هو تصنيفات ( بلوم ) .
3 ـ تحديد الخواص الأساسية للوسائل / فيتم وفقاً للإعتبارات الآتية : ـ
ــ نوع الإستجابة المتوقعة من الدرس كالقدرة على التمييز او التنظيم او الاستنتاج او التحديد ، ان ذلك يساعد على تحديد الانشطة المطلوب
أداؤها وهذه الأنشطة تحدد بدورها خصائص الوسيلة .
ــ نوع المثيرات المطلوبة لتوصيل الرسالة بوضوح وبالقنوات الحسية المختلفة التي تستخدم في عرض المثيرات .
ــ حجم الحجرة الدراسية والتوزيع الجغرافي للدراسة فيها ، فقد تتطلب بعض العمليات التعليمية مجموعة صغيرة اوكبيرة من الدارسين لكي
تحقق اعلى كفاية مرجوة، فبمجرد تحديد المجموعة وموقعها الجغرافي من لدن مخطط البرنامج تتحدد طبقاً لذلك الخواص الأساسية للوسائل.
4 ـ تحضير قائمة محددة ببعض الوسائل المناسبة / ان مخطط البرنامج يمارس هنا حرية اختيارواسعة، وفيما يأتي توضيح لخطوات هذه القائمة:ـ
أ ـ تعد القائمة الأولى من الوسائل التي تتفق في الخواص الأساسية .
ب ـ تستبعد من القائمة الوسائل التي لايمكن الحصول عليها او تلك التي لاتحقق فائدة عملية او لا تتفق مع الإمكانات المتاحة .
ج ـ تستبعد من القائمة الوسائل التي لاتتفق مع رغبات المتعلمين وعاداتهم وخبراتهم السابقة وسماتهم النفسية .
د ـ نظراً لصعوبة توفير قائمة من الوسائل او المواد التعليمية تفي تماماً بكافة احتياجات كل فرد من الدارسين فأنه يكفي اعداد مجموعة من تلك
الوسائل والمواد تناسب غالبيتهم ذلك تمشياً مع ما يفرضه الواقع العملي .
5 ـ اعداد مجموعة الوسائل اللازمة / وتجدر الاشارة هنا الى انه ليس هناك مجال واسع في هذه المرحلة لإختيار الوسيلة التي تناسب اهداف كل
درس وعليه فأن الإختيار النهائي يعتمد على مراعاة مايأتي : ـ
أ ـ اختيار مجموعة من الوسائل التي تحقق عدة اهداف متشابهة ومترابطة في نفس الوقت .
ب ـ مراعاة الرغبات الخاصة بالمعلمين الذين يقومون بالتدريب مما يعني ضرورة اختيار الوسائل في ضوء معرفة نوعية الوسائل التي يفضلها
هؤلاء المعلمون وطريقة التدريس التي يتبعونها ومدى مهاراتهم في استخدام الوسائل المختارة لهم .
6 ـ شراء او صنع الوسيلة اللازمة / يراعى في ذلك تحديد اهداف البرنامج والشرح التفصيلي لكل خطوة في العمل المطلوب اداءه ووصف
الخواص الأساسية للوسائل ، من الواضح ان هذه الخطوات تمثل الظوابط التي تحدد ملائمة الوسائل للبرنامج الذي يجري تخطيطه .
7 ـ تحديد طريقة التنفيذ والتقويم / تتضمن هذه المرحلة ما يأتي : ـ
أ ـ اعداد الاختبارات اللازمة لقياس مدى تحقيق الأهداف المعرفية النفسية الحركية .
ب ـ اعداد الطرق المناسبة التي تمكننا من تقويم الإثارة بعيدة المدى للبرنامج وبخاصة مايتعلق منها بالأهداف الانفعالية لأن هذه الأهداف يصعب
قياسها بطريقة مباشرة في الغالب والأعم .
وتجدر الإشارة هنا الى ان المعلم في حاجة من الاختيارات التي تقارن اداء الدارس بمعدل اداء محدد او محك لأن مثل هذه الإختيارات تبين
مدى نجاح الدارس في الوصول الى مستوى النجاح المطلوب تحقيقه ، وغني عن القول بأن هذا المستوى يتحدد في اطار الأهداف السلوكية
المقررة .
ومما تقدم يتبين لنا ان تصميم عملية التعليم وتنفيذها وتقويمها في ضوء اهداف سلوكية محددة يؤدي الى تعلم اعلى فاعلية واكثر كفاءة
قواعد ومعايير اختيار الوسائل التعليمية ( التقنيات التربوية ) : ـ
من الامور الضرورية التي يجب ان يعرفها المعلم هي اختيار الوسيلة التعليمية ، ويقترن اختيار الوسيلة بنوع الهدف او الأهداف المطلوب الوصول اليها ، وكذلك انواع الأنشطة التعليمية التي يمارسها المعلم لتحقيق هذه الأهداف ، كما يعتمد الاختيار على حاجات التلاميذ واسلوبهم في التعليم وعلى مدى استجابتهم لهذا النوع من الوسائل ، ويعتمد الإختيار ايضاً على الإمكانات المادية المتاحة والوقت اللازم من الوسيلة ، واختيار المعلم الوسيلة التعليمية الجيدة هو مرهون بتوافر البدائل المتاحة بما يمكنه من استثمار الوقت باحسن صورة .
ومن الشروط الواجب توافرها في الوسيلة التعليمية المختارة هو مايأتي : ـ
أ ـ ان تكون مجسدة للمنهج الدراسي وتحقق الهدف منه ، وتثير عوامل التشويق والإهتمام لدى التلاميذ ، وكذلك الرغبة في البحث والإستقصاء .
ب ـ ان تتصف بالدقة العلمية والبساطة وبصدق المعلومات التي تقدمها وتطابقها مع الواقع وابتعادها عن التعقيد الذي يشتت انتباه التلاميذ .
ج ـ ان تساعد التلاميذ على اكتشاف خبرات جديدة يربطونها بخبراتهم السابقة عن الموضوع الدراسي ومناسبة لمستوى التلاميذ العقلي .
د ـ ان يتناسب حجمها اوالمفردات المكتوبة عليها مع عدد التلاميذ في الصف الواحد، فحجم الوسيلة المستخدمة مع عدد قليل من التلاميذأكثرفائدةً
هـ ـ ان يتوفر في الوسيلة الجمال الفني والإبداعية مع متانة الصنع ومراعاة تسلسل العناصر والإنسجام بالألوان، بحيث لاتطغىعلى الهدف منها.
و ـ ان تكون رخيصة التكاليف وتوفر الوقت والجهد ، فأفضل الوسائل هي أقلها كلفة ومدة عرضها مناسبة وتتيح المناقشة بعد العرض .
ز ـ ان تتصف بالمرونة ، بحث تتيح للمعلم امكانية التعديل والإضافة والحذف حسبما يقتضيه الموقف التعليمي .
ح ـ ان تشترك اكثر من حاسة واحدة ، وتساعد التلاميذ على التعلم بإثارة تفكيرهم ، وتنمي ميولهم وقدراتهم وقابلياتهم .
ط ـ ان تواكب التطور العلمي والتقني في المجتمع ، ويفضل ان تكون موادها الأولية مما يتوافر في البيئة المحلية .
ي ـ ان يتوافر عنصر الأمان فيها بحيث لاتسبب أي ضرر للتلاميذ ، فعرض صورة لثعبان افضل من عرضه حياً امامهم .
2 ـ التعليم المصغر : ـ
هو اسلوب تقني حديث يستخدم في مجالات عديدة منها : ـ
أ ـ تدريب المعلمين والمدرسين والمدربين والفنيين قبل واثناء الخدمة . ب ـ تدريب المشرفين الإختصاصيين . ج ـ تدريب مدرسي الجامعات .
د ـ اعداد الدروس النموذجية . هـ ـ يستخدم كاسلوب من اساليب التدريس في مجال التربية العملية ( التطبيقات التدريسية ).
ويزود هذا الاسلوب المعلمين والمدرسين بالمعلومات حول ادائهم بعد الدرس مما يساعد في نموهم المهني ، وقد كان الباعث لإستخدام التعليم المصغر هو ان الطريقة التقليدية في اعداد المعلم وتدريبه لم تعد ملائمة وهي قاصرة عن اكساب المعلم المهارات المطلوبة اثناء تدريبه على التعليم في صفوف اعتيادية كاملة العدد من التلاميذ وضمن وقت الدرس الاعتيادي ومواجهة مواقف تعليمية متعددة الجوانب ، فهو مطالب بمراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ واثارة الدافعية لديهم وتوجيه المناقشة واستخدام الوسائل التعليمية وتقويم الدرس ، اضافة الى جهده في حفظ النظام داخل الصف ومواجهة المواقف الطارئة مما يؤدي الى التشتت والتصرف دون اتقان للموقف ، لذلك فالتعليم المصغر يسير بالمعلم خطوة فخطوة بعد ان يستوعب كل عنصر وكل جزء من العملية التعليمية ويصبح قادراً عليها .
وفي التعليم المصغر يحلل او يجزء الموقف التعليمي الى عناصر ابسط وتحدد المهارات اللازمة لها ومن ثم التدريب على كل منها بشكل مستقل ، ويبذل المتدرب جهوده لإتقانها واعتمادها كجزء من سلوكه خلال ممارسة التعليم في المستقبل ، وبذلك فالتعليم المصغر يعبر عن النظرة الحديثة للمعلم التي ترى انه لم يعد ناقلاً للمعرفة والمرجّع للمعلومات والمدرب على الحفظ والتلقين ، ويوضح ان التدريس يمكن تحليله الى مهارات كما يمكن تطويره الى حد كبير ، وللممارسة دور كبير في تزويد المعلم بالخبرات المتعددة المتضمنة في التدريس .
اسس التعليم المصغر : ـ
يقوم التعليم المصغر على الأسس الآتية : ـ
أ ـ الإكتفاء بالتدريس لعدد قليل من الطلبة ( 5 ــ 10 ) فقط .
ب ـ تكون مدة التعليم قصيرة لاتزيد عن ( 5 ــ 10 ) دقيقة .
ج ـ الإكتفاء بالتدريب على احدى المهارات المأخوذة من عناصر التدريب .
د ـ تسجيل الدرس على شريط تلفزيوني لكي يمكن مشاهدته مرة اخرى ومناقشة مختلف جوانبه .
هـ ـ في ضوء المناقشة او التقويم يعاد الدرس نفسه بحيث يحاول المطبق تلافي نقاط الضعف في الأداء .
و ـ تكرر العملية اكثر من مرة حتى يتحسن اسلوب المطبق في التدريس او في التدريب والى الدرجة المطلوبة .
ز ـ يقوم الاستاذ المشرف مع مجموعة الطلبة المطبقين بملاحظة المطبق اثناء قيامه بالتدريس لهذه المدة مستخدمين في ذلك استمارات خاصة
للتقويم كما يتم التقويم ذاتياً بأن يقوم المطبق باعادة الشريط ( الفيديو ) ليعرف نواحي القوة والضعف في ادائه .
خطوات التعليم المصغر : ـ
اما خطوات التعليم المصغر فهي : ـ
أ ـ تحديد المهارة المطلوب التدريب عليها ويبدأ الطالب المطبق بالتحضير لها ويخطط الدرس بعناية ( ويمكن ان يكون محتوى الدرس المصغر
مفهوماً واحداً او مهارةً تعليمية ًواحدة ً ) .
ب ـ يُدرّس المتدرب مجموعة صغيرة من التلاميذ تتكون من( 5 ــ 10) تلاميذ ويمكن ان يكونوا تلاميذ حقيقيين او مجموعة من زملاء المتدرب،
ويشاهد من لدن المشرف باستخدام نموذج خاص للتقويم ويمكن ان يسجل الدرس صوتياً او التسجيل الصوتي المرئي ، وتستغرق مدته من
( 5 ــ 10 ) دقائق .
ج ـ يتلقى المتدرب التغذية الراجعة بعد التدريب وذلك باعادة الشريط الصوتي المرئي او الصوتي ومناقشة المشرف له ، ويمكن ان يشترك
زملاء المتدرب في عملية النقد والتقويم ، وقد يتم التقويم من لدن المتدرب ايضاً باعادة الشريط وتكون هذه المدة بين ( 10 ــ 15 ) دقيقة .
د ـ اعادة التخطيط حيث يعيد المتدرب تخطيط درسه في ضوء التغذية الراجعة المستلمة خلال جلسة النقد وتستغرق المدة بين( 10 ــ 15)دقيقة .
هـ ـ اعادة التدريس من لدن المتدرب وللمحتوى نفسه الى مجموعة ثانية من التلاميذ مماثلة بالعدد والمستوى ، وفي ضوء اعادة التخطيط ،
يسجل الدرس صوتياً او صوتياً بصرياً .
و ـ اعادة التغذية الراجعة للمرة الثانية وهكذا .
مزايا التعليم المصغر : ـ
أ ـ يتيح للمتدرب ان يواجه ذاته ويتعرف على نقاط القوة والضعف في أدائه مباشرة دون وسيط .
ب ـ يجعل المتدرب في موقف اقل تعقيداً من الصف الاعتيادي كما انه لايواجه بالعملية التعليمية دفعة واحدة .
ج ـ يتيح الفرصة للتركيز على مهارة واحدة من المهارات التعليمية والتعرف على عناصرها ومن ثم على ادائها بشكل مخطط له يضمن اتقانها .
د ـ يسمح للمتدرب اعادة التدريب لمرات عديدة وتحت اشراف مباشر من الاستاذ المشرف .
هـ ـ الاستعانة بالوسائل والاجهزة تجعل من الممكن التركيز على بعض النقاط ومناقشتها بايقاف التسجيل عند تلك النقطة او غيرها كما يمكن
مشاهدة التسجيل في أي وقت وتقديم التغذية الراجعة عادة ً .
وـ يتيح فرصة تعلم العمل على مجموعات وملاحظة قيمة التغذية الراجعة والنقد من الزملاء ويصبح المتدربون اكثرواقعية في نظرتهم الىالتعليم
نواحي القصور في التعليم المصغر : ـ
أ ـ التركيز على مهارة واحدة فقط قد يؤدي بالمتدرب الى اغفال المهارات الأخرى او تأديتها ولكن ليس بنفس الفعالية المطلوبة مما يؤثر على
الموقف التعليمي .
ب ـ صعوبة الحصول على مجموعة التلاميذ ويتم التدريب عليهم واعادة التدريب .
ج ـ قد يسبب تقديم المتدرب للدرس امام زملائه حرجاً له .
د ـ مواجهة المتدرب للكاميرا تثير لديه بعض المخاوف ومن ثم الارتباك مما يؤثر على اداءه بشكل سلبي .
هـ ـ يركز المشرف على بعض المهارات او يخفي التصوير بعض المثيرات او انشطة معينة التي تؤثر على سير الدرس .
و ـ يستغرق وقتاً طويلاً لإتمام عملية التعليم .
الإعتبارات الواجب مراعاتها في التعليم المصغر : ـ
لكي يكون التعليم المصغر مجديا ً هنالك جملة اعتبارات يجب مراعاتها هي : ـ
أ ـ تحديد المهارة المراد التدريس عليها وتحليلها تحليلاً مفصلاً .
ب ـ اعداد خطة الدرس المصغر .
ج ـ التعبئة للتعليم المصغر وذلك بأن : ـ
1 ـ تُعد دائرة التعليم المصغر ويتم التأكد من صلاحيتها للعمل .
2 ـ تهيئة قاعة مناسبة للتصوير .
3 ـ تهيئة مجاميع الطلبة الذين سيتم القاء الدرس المصغر عليهم .
د ـ التقيد بالوقت المخصص لكل خطوة من خطواته .
هـ ـ ان يعي الكادر المصور طبيعة التعليم المصغر لكي يصور الموقف التعليمي بشكل ملائم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق